النهل من منهلي العلوم القرآنية والأكاديمية هل هو البوتقة التي انبتت المركز الإسلامي؟
المركز الإسلامي أصلاً بدأ بالمعهد الإسلامي الأفريقي وهو معهد أهلي أنشأه بعض الخيرين ومنهم الشيخ عبد الرؤوف التكينة والشيخ عوض الله صالح والشهيد محمد صالح عمر وعدد من الخيرين وكان موقعه بالملازمين بجوار ميدان البحيرة فى 1967 وفى 1969 قامت مايو بسحنتها الحمراء فقامت بإغلاقه هو وجامعة أم درمان الإسلامية ولكن بعد سنتين تراجع النميري رحمه الله وقال لعون الشريف قاسم الوزير وقتها رحمه الله يجب أن نعيد فكرة المعهد ولكن ليس بطريقته الأهلية بل نجعله عالمياً حتى تساهم فيه الدول الشقيقة وقد كان فقد استجابت سبع دول وهي السودان الكويت والمغرب والسعودية والإمارات ومصر وقطر فأسسوا المركز الإسلامي والذي استمر إلى أن وصل إلى جامعة أفريقيا العالمية ومع تطور الفكرة تطورت الدعوة
* فكرة المركز هل هي معادل موضوعي لمعهد كامبردج وكلية فكتوريا اللذان يستهدفان أبناء الملوك والأمراء - العرب والأفارقة بغرض (صبغهم بالصبغة الغربية) إذا صح التعبير ؟..
- الفكرة أصلها كانت إعداد أكاديميين دعاة أي أن يتفقه الطالب في الدين بالإضافة إلى إتقانه تخصصه الأكاديمي في مختلف ضروب المعرفة الأكاديمية (مهندسون وأطباء وعلماء نفس) والآن طلابنا وصلوا درجة وزراء وسفراء وصحفيين ووكلاء وزارات وعمداء كليات وذلك يؤكد نجاح الفكرة والآن حيثما توجهنا في الدول الأفريقية نجد خريجونا فيقدمون لنا يد العون ويحتفون بنا بل منهم من قدمنا له الدعوة لتقديم أوراق علمية في مؤتمرات الجامعة العلمية والدعوية
* معظم أساتذة أفريقيا العالمية من الدعاة؟
- البروفيسور الطيب زين العابدين قام بعمل دفعة قوية بالقوافل وحلقات الشباب الأفريقي ونشر طلابه وأساتذته في قوافل مكنت معظمهم من الاستفادة في مشواره الدعوي فيما بعد وأذكر أن سفيرنا في جيبوتي قال أن ما يفعله المركز الإسلامي الأفريقي في عام لن تستطيع وزارة الخارجية أن تقوم به في مائة عام وذلك لأنه غرس حب السودان والسودانيين في قلوب الأخوة الأفارقة والآن لدينا خريج من كينيا وهو الآن من أكبر المحاميين هناك اسمه صالح مدين يزور السودان سنوياً عدة مرات حباً في السودان وأهله بل عندما يقع سوداني في كينيا في أي إشكال قانوني كان يدافع عنه مجاناً حباً وعرفاناً.
* مر المركز بفترة توقف فيها الدعم العربي... ماذا عن تلك الفترة ؟
- لقد كان ذلك نتيجة للتوتر الذي حدث إثر حرب الخليج رغم إن السيد الرئيس صرح بأن السودان دولة محايدة وتحاول التوفيق بين الشقيقين إلا أن الدول العربية فسرت الموقف الشعبي بأنه انعكاس لموقف حكومي مبطن ولكن سبحان الله توقف الدعم العربي وكان هناك المركز وعندما عاد بعد سنوات قليلة كانت جامعة أفريقيا العالمية بكلياتها الست وذلك بحمد الله وعونه والدعم الحكومي السوداني والآن طبعاً بالجامعة أكثر من خمس عشرة كلية ومازالت الوقفة القوية من السيد الرئيس ونائبه الأستاذ على عثمان وغيره من قادة العمل السياسي.
* معظم المعاهد الإسلامية على مستوى العالم قد تم وصمها بالإرهاب فلماذا نجت جامعة أفريقيا العالمية ؟
- الوسطية....والتي هي شعارنا منذ البداية بأن يتقبل طلابنا بعضهم الآخر مهما كانت ميوله بالإضافة إلى ممارسة أساتذة الجامعة والذين يجمعون كل ألوان الطيف الديني ولكن كل منهم يحترم الأخر وكما قال البروفسيور الطيب زين العابدين (أنا أريد من الإنسان أن يكون متميزاً في مساقه الأكاديمي وأن يكون متديناً بأي نوع من الطوائف الإسلامية )والطلاب يتأثرون بكونهم من جميع الدول العربية والأفريقية لأن من لا يخرج من مجتمعه يكون متقوقعاً ولكنه عندما يغترب ويختلط بالآخرين يتشبع بالتسامح لأنه سيعرف أن هنالك عادات ولغات وطوائف غير التي نشأ فيها.
صحيفة الصحافة